الأربعاء، 29 يناير 2020

الريف و المدينة

تعريف المدينة:
المدينة هي مستوطنة حضرية ذات كثافة سكانية كبيرة ولها أهمية معينة تميزها عن المستوطنات الأخرى. يختلف تعريف المدينة من مكان إلى آخر ومن وجهة نظر إلى أخرى. بالرغم من كون المدن مركزا جاذبا للناس إلا أن كثرة الكثافة تأتي بتحديات كبيرة قد لا تواجهها القرى والنواحي. أهم المشكلات التي عانت منها المدن منذ القدم هي الأمن والطبقات الاجتماعية والاختلافات الاقتصادية الواضحة بين الناس والخلافات السياسية حول السلطة والحكم. في العصر الحديث يمكن إضافة مجموعة من المشاكل والتحديات تشمل الزحام المروري والتلوث البيئي وظهور العشوائيات. يرتبط حجم المجتمع الحضري بطبيعة الاعتماد علي الاقتصاد التجاري والصناعي فتتميز المدينة بالحجم الكبير والعدد الكثير للسكان. يعتبر عنصر الكثافة من أهم عناصر التميز بين الريف و الحضر إذ تزداد الكثافة في الحضر" المدن" وذلك بحكم متطلبات العمل الصناعي و التجاري.حيث تعتبر اقل كثافة سكانية للمدن هي 2000 نسمة / كم مربع، حيث كثرة السكان تجعل الكثافة عالية.
نجد في البيئة الحضرية الصناعة والخدمات والإدارة وغيرها من الوظائف غير الريفية كما لا يمكن أن نفصل بين المنطقة الإنتاجية " المنشات الاقتصادية " داخل المدينة عن المنطقة الاجتماعية فهما متداخلتان.حيث يعتمد سكان المدن علي نشاطات مختلفة في معاشهم وتكثر فيها التجارة والخدمات فبعض المدن تعتمد علي مصدر وحيد أو أساس للاقتصاد كالنفط مثلا إلا أن السكان غالبا ما يمارسون مختلف النشاطات الاقتصادية كالتجارة والصناعة والحرف والبناء والمهن المتخصصة.
تتكون المدينة أو البيئة الحضرية من نسيج متباين ومعقد من الأنشطة والفعاليات سواء كانت اقتصادية كالتجارة والصناعة والخدمات
أو اجتماعية ثقافية كالمساكن والمدارس والجامعات أو إدارية كالوزارات والدوائر الحكومية ومكاتب الدول الأخرى. 

الريف
الريف هي المناطق المحيطة بالمدن عادة، ويمتاز الريف بالمناطق الطبيعية والزراعية فالريف هو ظاهرة للحد من التلوث البيئي الذي كثيرا ما تعاني منه المدن والمدن الصناعية خصوصا، ويختلف الريف كثيرا عن المدن من ناحية حجم السكان وتجانسهم والحراك الاجتماعي والناحية التعليمية ويعتبر الريف في حالة تبعية كاملة للمدينة فالخدمات التعليمية والصحية والترفيهية تتركز أغلبها في المدينة دون الريف وذلك يشجع على الهجرة الريفية الحضرية.

بين الريف والمدينة
بين الريف والمدينة مساحة فاصلة وتباين في التطلعات وربما المشاكل او النظرة للحياة.. فأغلب الناس يجدون في حياة المدينة.. روح التحضّر والمباهج والانوار الكشافة،
كما يراها البعض ايضا حياة متآخية مع الصخب والضجيج ونسيان الواقع والاندماج في مسار العصرنة الغربية والغريبة عن اطوارنا فقد دخلت الينا من منافذ عدة ابرزها الفضائيات واساليب الغزو المختلفة التي تصدر الصرعات وصيحات الحداثة والموديلات والتسريحات الرجالية والنسائية في حين يرى الذين يعيشون في الريف انهم يتمسكون بقيم الحياة الاصيلة ذات المنابع الراسخة في النفوس فهم عندما يتذوقون طعم فنجان القهوة المرّة في المضيف يصبح مذاقه لديهم كأنه الشهد المطعم بالهيل والعطور. فالمضيف لديهم هو مدرسة الحياة فيه يشكون همومهم ويتناولون شؤون معيشتهم ويحلون مشاكلهم., يتحدثون بما يريدون ويناقشون بدون خوف أو وجل.. لان الذين يرتادونه هم ابناء منطقة واحدة احدهم يعرف الاخر ويدري بكل ما يحيطه ولا يوجد لغريب بينهم الا من يأتي ضيفاً او لقضاء حاجة أو لحل مشكلة ما.
المدينة في حاجة إلى الريف
تعدّ العلاقة بين المدينة والرّيف وطيدة لا يمكن لأيّ من الطرفين الاستغناء عن الآخر فهي علاقة تبادل وتكامل ممّا يجعل المدينة في حاجّة ماسّة للرّيف الّذي يدعّمه على عدّة مستويات وهي:
أ- المستوى الغذائي :
يعدّ الرّيف المطعم الفسيح للمدينة لكونه المسؤول عن توفير الحاجيّات الغذائيّة من مواد زراعيّة وحيوانيّة حيث تعدّ المدينة سوق استهلاكيّة ضخمة للمواد الغذائيّة.
ب- المستوى الصّناعيّ :
تقوم الصّناعات المتوفّرة بالمدينة أساسا على المواد الأوّليّة والّتي تتوفّر غالبا بالمناطق الريفيّة على غرار المواد الغذائيّة الموجّهة للتعليب والتّصدير أو القطن أو الحلفاء لصناعة الورق أو الجلود والصّوف المعتمدان في صناعة الملابس أو المعادن.
ج- المستوى التّجاريّ :
تتركّز بالمدن المحلاّت التّجاريّة أو الأسواق الأسبوعيّة الّتي تزدهر أساسا باحتكاكها بالريّف علي مستويين:
·                     المستوى الأوّل : تعتبر المنتجات الرّيفيّة المزوّد الأساسيّ للبضائع المتوفّرة بالأسواق والمحلاّت التّجاريّة.
·                     المستوى الثّاني : يعتبر سكّان الرّيف عنصرا مستهلكا للمنتجات المتوفّرة بالمدينة ممّا يدعّم الحركة التّجاريّة بالمدن.


جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعة مدرستنا
تصميم : يعقوب رضا