السبت، 28 ديسمبر 2019

واجبات الإنسان في التضحية و الثقة


الواجبات في الاصطلاح الشرعي هي كلّ ما أوجبه الله تعالى على الفرد والمجتمع؛ حيث إنّها الأفعال التي يجب على الفرد الالتزام بها تجاه المجتمع والوطن، كما تُحقّق الواجبات كرامة الإنسان ومصالحه، ويُشكّل الواجب أمراً أخلاقياً ملزماً لكل فرد ما دام يعيش في مجتمع ويحصل على حقوقه.
واجبات الإنسان في التضحية
التضحية من اجل الدين: وهي أعلى مراتب التضحية شرفاً ورفعة وهي التي يجب على الجميع القيام بها وبذل الغالي والنفيس لخدمة هذا الدين ونشر الدعوة، فقد قام المجتمع الإسلامي على أكتاف رجال ضحوا بكل شي لذا كانوا أصحاب مواقف إيمانية برزت فيها أسمى معاني التضحية مجسدة بكل أنواعها من بذل للنفس وإنفاق المال ومفارقة الأهل والولد وبذل الجهد والوقت.
التضحية من أجل الوطن: وتعد جزءاً من التضحية من أجل الدين؛ لأنه في وقتنا الحاضر يستحيل أن يعيش الإنسان بكرامته من دون وطن يؤويه ويعيش في كنفه، لذا من يضحي من أجل وطنه قد ضرب أروع الأمثال لان الوطن بكل حق يستحق
كي تثبت ولاءك لوطنك عليك أن تضحي من أجله -إذا تطلب الأمر- وتفتدي بروحك من أجله؛ وذلك لأنك تحب وطنك وتريد له السلام، وتكون التضحية بالمال والنفس والأولاد، فإذا كان ابنك مجاهداً لا تمنعه من ذلك ما دام أنه سيحرر بلادك من الأعداء، وتضحي بأموالك مهما كانت من أجل وطنك الذي يعبر عن ذاتك فوطنك هو نفسك وعندما يحتاج لك إياك أن تتخلى عنه والعمل بكل طاقتك كي توفر له ما يحتاجه من أمن وسلام..

التضحية من أجل من نحب: وعلى رأسها التضحية من أجل الوالدين وهي من أرفع الأعمال منزلة عند الله وتكون بتقديم كل ما يقدر عليه الإنسان من مال وجهد ووقت إلى الوالدين وليس تقديم المساعدة لهم عند حاجتها بل يقدم كل ما لديه لإسعادهم حتى ولو كانت سعادتهم فيها كثير من العناء له ولو تعارضت مصلحته مع مصالحهم فيجب عليه تقديم كل ما يستطيعه لهم من دون منة أو تفضل.
التضحية من أجل قضية: وهذه أمرها هام جداً حيث إن كثيراً من الأشخاص لديهم بعض القضايا التي تشغلهم ويتمنون تحقيقها على الواقع ولكن الاختلاف فيها عن ماهية هذه القضية؟ فإذا كانت القضية فيها مصلحة الإسلام والمسلمين والوطن أو المصلحة العامة كالتطور العلمي أو التقني.
واجبات الإنسان في التضحية
لا أظن أحداً يشكُّ في ضرورة وجود علاقات متبادلة مع الآخرين تدعمها المحبة وتقوّمها الثقة والاحترام المتبادل... إلاّ أنَّ السؤال الذي قد يدور في خلد كل واحد منا.. هو: ماذا ينبغي أن أفعل حتى أكسب ثقة الآخرين واحترامهم؟ وربما ينعكس السؤال هكذا أيضاً ما هي الصفات التي يجب أن يتّسم بها الآخرون حتى يحظوا بثقتنا واحترامنا؟ إذ لا فرق بين السؤالين لأنَّ كليهما وجهان لجوهر واحد.. يتلخّص في: مدى الثقة.. والاطمئنان..والاعتماد على النفس وعلى الآخرين في التعامل الاجتماعي والإداري

إنّ الثّقة بالنّفس هي مفتاح النّجاح في الحياة، فالإنسان الذي يسعى إلى النّجاح في حياته الأسريّة والمهنيّة لا بدّ وأن يتحلّى بقدرٍ كافٍ من الثّقة بالنّفس تمكّنه من التّصرف بقدرٍ عال من المسؤوليّة، وكذلك العامل والصّانع يجب أن يكون عنده ثقة بنفسه وإمكاناته ومهاراته حتّى يقوم بعمله على أكمل وجه وحتّى يحقّق النّتائج المطلوبة من عمله، وكذلك صاحب العمل يجب أن يكون عنده ثقةٌ بنفسه تمكّنه من النّجاح في أعماله ومشروعاته المختلفة ذلك بأنّ كثيراً من الأمور تعتمد على الثّقة بالنّفس، فاتخاذ القرارات يتطلّب شخصيّة واثقة من نفسها قادرة على تنبي حلول وقرارات معيّنة بعيداً عن التّأثير الخارجي، كما أنّ حلّ المشكلات في العمل يتطلّب كذلك شخصيّة واثقة من نفسها قادرة على التّعامل مع شخصيّات الموظفين المتنوّعة.
أهميّة الثّقة بالنّفس في إخراج أناس منتجين نافعين يرفدون مجتمعهم بالكفاءات والمهارات المختلفة، فالواثق بنفسه تراه دائماً لا يتردّد عن خدمة مجتمعه وتقديم كلّ أشكال العطاء لها، وهذا يساهم في رقي المجتمع وتقدّمه حين ترى أفراده واثقين من أنفسهم وقدراتهم ويعملون مع بعضهم البعض في صفوف متراصّة قويّة يكمل كل منها الآخر بحيث يقدّم كلّ منهم ما عنده من العلم والمعرفة والمهارة ليكتمل بنيان المجتمع ويشتد أزره.


جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعة مدرستنا
تصميم : يعقوب رضا