الجمعة، 8 أبريل 2016

آداب الزيارة والعيادة

آداب الزيارة والعيادة



عيادة المريض وزيارته من الآداب الرفيعة التي حث الإسلام المسلمين عليها وجعلها من أولى حقوق المسلم على أخيه المسلم , بل ومن سبل التأليف بين القلوب الذي امتن الله تعالى علينا به في كتابه الكريم فقال : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) سورة آل عمران .
وعيادة المريض يشعر المريض عند مرضه بروح الأخوة الإسلامية , فيكون ذلك سبباً في تخفيف آلامه وأحزانه ، وتعوضه بعض ما حرمه من القوة والصحة .
لذا كان من أدب السلف ـ رضوان الله عليهم ـ إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً في أهله، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه
 آداب عيادة المريض :
1-
اختيار الوقت المناسب :
بعض الناس يتعجل عيادة المريض , فبمجرد سماعه أن فلاناً قد خرج من غرفة العمليات يذهب إليه مباشرة , وقد يكون هذا المريض يحتاج إلى الراحة , فيسبب له الناس حرجاً , والتوسط هنا هو المطلوب فلا نتعجل الزيارة , كما لا نهمل فيها حتى يفوت موعدها
كما أن عليه أن يختار الوقت المناسب لها , فلا يختار وقتاً يظن أن المريض قد يكون نائماً فيه أو يكون ذلك وقت طعامه .
2-
سؤال المريض عن حاله :
على من يعود مريضاً أن يبدأ في السؤال عن حاله ولا يثقل عليه
3-
رقية المريض والدعاء له :
من السنة إذا عدت مريضاً أن تدعو له بالشفاء , وأن ترقيه
4-
تذكيره بأجر الصبر على المريض :
على من يعود مريضاً أن يذكره بالصبر على المرض , وجزاء الصابرين الذي وصفه ربنا في كتابه الكريم فقال : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) سورة البقرة
5-
عدم إطالة الزيارة :
بعض الناس يكون ثقيلاً في الزيارة , فيطيل الجلوس عن المريض , وهذا مخالف لهدي الإسلام في عيادة المريض بل في الزيارة عموماً , فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا " رواه الطبراني 10/565 صحيح الترغيب والترهيب 2/350.
6-
تقليل السؤال:
بعض الناس يكثر من سؤال المريض عن حاله , بل يريد منه أن يحكي له قصة مرضه من أولها إلى آخرها , ولا يراعي حالته الصحية وهذا مما يرهق المريض , بل مما يزيد من علته ,
7-
يفسح له في الأمل :
من أهم آداب عيادة المريض أن تفسح له الأمل في الشفاء والمعافاة بإذن الله تعالى , ولا تؤذه بتذكيره بأن فلاناً قد مات بنفس العلة , عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا وَهُوَ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْمَرِيضِ.أخرجه ابن ماجة (1438) والتِّرْمِذِيّ" 2087.
8- طلب الدعاء من المريض:
يستحب طلب الدعاء من المريض، لأنه مضطر ودعاءه أسرع إجابة من غيره
وأخيرا فإن على من يعود مريضاً أن يجعل زيارته له خالصة لوجه الله تعالى فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه سبحانه ؛ وذلك حتى يؤجر من الله على تلك الزيارة وحتى يقبل دعاءه لأخيه .






جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعة مدرستنا
تصميم : يعقوب رضا