الجمعة، 8 أبريل 2016

آداب الطريق ( النموذج الثاني )

آداب الطريق 


لقد جاءنا الإسلام بحقوق وآداب تتعلق بحد الطريق ، وإشغالات الطريق ، وآداب الطريق ؛ وبيَّن علماء الإسلام ما يتعلق بأحكام هذه الأمور وأحكام الاعتداء على تلك الحقوق والآداب .
الطريق العام يشترك فيه الناس جميعًا

الطريق العامة يشترك الناس جميعًا في الانتفاع بها ، فلا يجوز لأحد أن يخص نفسه بانتفاع يضر بآخرين ، فليس له - مثلا - أن يجعل مظلة تضر بالمرور بالطريق ، أو يشغل الطريق بشيء يضر بالمارين به ؛ قال د. وهبة الزحيلي في ( الفقه الإسلامي وأدلته ) : فإن ترتب عليها ضرر أو أذى وجب إزالتها ، فيزال المسيل القذر في الطريق العام ، ويمنع حق الشرب إذا أضر بالمنتفعين ، ويمنع سير السيارة في الشارع العام إذا ترتب عليها ضرر كالسير بالسرعة الفائقة ، أو في الاتجاه المعاكس ، عملاً بالحديث النبوي : " لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ "
وسأحاول في هذه الرسالة أن أبين  الآداب في المحاور الآتية :
أ - كف الأذى: ومن حقوق الطريق، كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم. وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي قال: المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده.
ب - غض البصر: الأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء فتعمد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان.

جـ - رد السلام: ومن حقوق الطريق: رد السلام، وهو واجب لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز .

د - وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ . 
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة... إلخ. 

هـ - ومن حق الطريق: إزالة الأذى من الطريق:
من الآداب المستحبة في الطريق! إزالة الأذى عن الطريق، بل هي من الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان [رواه البخاري. 
وهي من الصدقات، وبسببها أدخل رجل الجنة، ففي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة)رواه البخاري ومسلم(.
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفرله... الحديث } رواه البخاري ومسلم] . 
وعند أبي داود: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم: نزع رجلاً لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق، إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعاً فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة. 
واحترام إشارات المرور وكذا http://www.hayah.cc/forum/imgcache/116782.pngخطوط السير من آداب الطريق . 













جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعة مدرستنا
تصميم : يعقوب رضا