لقد جاءنا الإسلام بحقوق وآداب تتعلق بحد الطريق ، وإشغالات
الطريق ، وآداب الطريق ؛ وبيَّن علماء الإسلام ما يتعلق بأحكام هذه الأمور وأحكام
الاعتداء على تلك الحقوق والآداب .
الطريق العام يشترك فيه الناس جميعًا
الطريق العامة يشترك الناس جميعًا في الانتفاع بها ، فلا يجوز لأحد أن يخص
نفسه بانتفاع يضر بآخرين ، فليس له - مثلا - أن يجعل مظلة تضر بالمرور بالطريق ،
أو يشغل الطريق بشيء يضر بالمارين به ؛ قال د. وهبة الزحيلي في ( الفقه الإسلامي
وأدلته ) : فإن ترتب عليها ضرر أو أذى وجب إزالتها ، فيزال المسيل القذر في الطريق
العام ، ويمنع حق الشرب إذا أضر بالمنتفعين ، ويمنع سير السيارة في الشارع العام
إذا ترتب عليها ضرر كالسير بالسرعة الفائقة ، أو في الاتجاه المعاكس ، عملاً
بالحديث النبوي : " لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ
"
وسأحاول في هذه الرسالة أن أبين الآداب في المحاور الآتية :
وسأحاول في هذه الرسالة أن أبين الآداب في المحاور الآتية :
أ - كف الأذى: ومن حقوق الطريق، كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم
أو أعراضهم. وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي قال:
المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده.
ب - غض البصر: الأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد
سواء فتعمد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان.
جـ - رد السلام: ومن حقوق الطريق: رد السلام، وهو واجب لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز .
د - وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ .
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة... إلخ.
هـ - ومن حق الطريق: إزالة الأذى من الطريق:
من الآداب المستحبة في الطريق! إزالة الأذى عن الطريق، بل هي من الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان [رواه البخاري.
وهي من الصدقات، وبسببها أدخل رجل الجنة، ففي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة)رواه البخاري ومسلم(.
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفرله... الحديث } رواه البخاري ومسلم] .
وعند أبي داود: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم: نزع رجلاً لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق، إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعاً فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة.
واحترام إشارات المرور وكذا
