الجمعة، 8 أبريل 2016

آداب الطريق




آداب الطريق

نظم الإسلام حياة المسلم الخاصة والعامة، وشملت تعاليم هذا الدين محاسن الآداب ومكارم الأخلاق التي تنظم حياة المجتمع الإسلامي، وتكفل له السعادة والتحاب والترابط، ومن الآداب الإسلامية الرفيعة، حق الطريق وآدابه، التي يتأدب بها المسلم، وبتحققها يرقى المجتمع الإسلامي في ظل هذه التعاليم فالطريق ملك لكل الناس، والجميع لهم حق الانتفاع به، ولذلك حذر الإسلام من كل ما يؤذي المارة أو المشاة، أو يضايقهم من الذين يتخذون مجالس على الطريق.
وهذه الحقوق ليست من باب الحصر، وإنما هي بعضها، وقد بيّنت أحاديث أُخر حقوقاً للطريق غير هذه.
غض البصر
أما الأمر بغض البصر فيشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء، وذلك لأن الفرد حين يطلق البصر فيما يحرم يجلب عذاب القلب وألمه، وهو يظن أنه يروح عن نفسه ويبهج قلبه، ولكن هيهات.
فالإسلام لا يرضى أن يطلق الجالس في الطريق نظره، فيحرج من يمر بالطريق من النساء خاصة، ويضيق عليهن أو يؤذي المارة بأي نوع من أنواع الإيذاء المادي أو المعنوي.
إماطة الأذى
حث الإسلام ورغب في إزالة الأذى عن الطريق، وجعله من أعمال الطاعات و القربات، التي تدخل صاحبها الجنة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة”، (رواه مسلم).
وعن أبي برزة - رضي الله عنه - قال، قلت يا نبي الله علمني شيئاً أنتفع به، قال: “اعزل الأذى عن طريق المسلمين” (رواه مسلم).
آداب المشي والمرور
ومما يتعلق أيضاً بحق الطريق في الإسلام آداب المشي فمن ذلك أن يكون المسلم في مشيته متواضعاً متسامحاً يقول الله - تعالى -: (وَعِبَادُ الرحْمَنِ الذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) (الفرقان: 63).
فعباد الرحمن المؤمنون حقاً، الواصلون إلى مقام العبودية وشرفها يمشون هوناً: أي بسكينة ووقار وتواضع، فلا خيلاء ولا كبر، ولا تعال ولا افتخار على الناس، يتحملون أذى الغير ويتساهلون في معاملتهم مع الآخرين.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: “كُنتُم خَيرَ أُمةٍ أُخرِجَت لِلناسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ” (آل عمران: 110) قال ابن كثير: قال عمر بن الخطاب: (من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها) (رواه ابن جرير) ومن لم يتصفوا بذلك أشبهوا أهل الكتاب الذين ذمهم الله - تعالى -بقوله: “كَانُواْ لا يَتَنَاهَونَ عَن منكَرٍ فَعَلُوهُ” (المائدة: 79) وبتركه يحل بهم العقاب.
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة.
هداية السائل عن الطريق
ومن حقوق الطريق - أيضاً - إرشاد السائل عن الطريق، وهدايته إليه، سواءً كان ضالاً أو أعمى.
وجاء هذا الحق مصرحاً به في حديث أبي هريرة في قصة الذين سألوا النبي عن حق الطريق قال: (وإرشاد السبيل) (رواه أبو داود).
وفي حديث آخر لأبي هريرة ما يبين أن هداية السبيل من الصدقات، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : (ودل الطريق صدقة) (رواه البخاري).
إعانة الرجل في حمله
ومن آداب الطريق المستحب فعلها أن تعين رجلاً على ركوب دابته إذا كان ذلك يشق عليه، أو تعينه في حمل متاعه، ويمكن فعل ذلك الآن، فإن بعض كبار السن قد لا يتمكن من الركوب في العربات المتحركة بسهولة، وخصوصاً إذا كانت كبيرة.
وفعل ذلك من الصدقة التي يؤجر المسلم عليها. فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (.. يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة... الحديث) (رواه البخاري).
ولا تمش في الأرض مرحاً
 
إلقاء السلام على من يعرف و من لا يعرف :
روى البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام و تقرأ السلام ، على من عرفت و من لم تعرف
المحافظة على نظافة الطريق :
فلا يلقي فيه الأوساخ ، لا سيما ما يؤذي الناس ، كالأشياء التي تسبب الانزلاق ، لقوله صلى الله عليه و سلم : (لا ضرر و لا ضرار ) بل المطلوب من المسلم أن يرفع عن الطريق ما يؤذي المارة من حجر أو شوك أو كل ما يسبب ضررا بالآخرين ، لما روى البخاري عن أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها قول :لا اله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق )
تجنب الأخطار :
و ذلك بأخذ الحذر من كل ما قد يسبب ضررا من حيوان أو إنسان أو مركبة و ذلك أخذا من عموم قوله تعالى : (و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) و على المسلم أيضا أن يرد عن الآخرين تلك الأخطار بتنبيههم إليها أو كفها عنهم إن استطاع ، فهو من قبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في الحديث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (إياكم و الجلوس في الطرقات ) فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال : (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : و ما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : ( غض البصر ، و كف الأذى ، و رد السلام ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)
http://alwane.3abber.com/gallery/11683/%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82.jpg


جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعة مدرستنا
تصميم : يعقوب رضا